responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 289
وقد أخذ الله العهد والموثق على أهل الكتاب أن يبيّنوه ولا يكتموه، وأن يقوموا به فى الناس ويجعلوه ميزانا فيما بينهم وبين غيرهم، فما أحلّه أحلّوه، وما حرّمه حرّموه، وبخروجهم عن هذه القاعدة لعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم: ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (78) كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:
78، 79].

من أساليب الصد عن سبيل الله [قديما وحديثا]:
كما ذكرت الآية: أنّ من أخلاق هذا الكثير من الأحبار والرهبان أنهم يصدّون عن سبيل الله، ولذلك مظاهر عدة وأساليب كثيرة فى القديم وفى الحديث منها:
1 - تغريرهم بأتباعهم وإفهام هؤلاء الأتباع أن زمام التشريع فى أيديهم، وأن سلطة الله قد انتقلت إليهم، فما أحلّوه فى الأرض أحلّه الله فى السماء، وما حرّموه فى الأرض حرّمه الله فى السماء، ومن غفروا له فقد غفر الله له، ومن حرّموه من ملكوت السماء فقد حرمت عليه الجنة، وهكذا، وهم بذلك يصدونهم عن أن يتوجّهوا إلى الله العلى الكبير ويسلكوا سبيله القويم بمبرر من إيمانهم.
وقريب من هذا ما يفعله بعض الشيوخ من مثل هذه المزاعم يموّهون بها على أتباعهم، والحلال والحرام حكم الله، والمغفرة والعذاب بيد الله: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 129].
2 - تكذيبهم برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع معرفتهم إيّاه كما يعرفون أبناءهم، ووضوح دلائل نبوته فى كتبهم، حتى كان ابن صوريا الحبر اليهودى بالمدينة يقول: والله إنى لأعرف محمدا كما أعرف ابني، ولكن أتذهب النبوة من بنى إسرائيل؟
3 - ومن هذه الأساليب فى العصر الحديث: انتشار إرساليات التبشير فى كل مكان من أرض المسلمين وغيرهم تحميها الدول، وتمدّها الهيئات بالمال الوفير ليفتنوا المسلمين عن دينهم، وليحولوا دون انتشار الإسلام فى الأرض المتعطشة لريّه، والأقطار المتشوّقة لنوره، وافتتاح المدارس، وإنشاء المشافى ودور العلاج، وإقامة الملاجئ وغير ذلك من الأعمال التى فى ظاهرها الرحمة وخدمة الإنسان، وفى باطنها العذاب والصدّ عن سبيل الله.

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست